العادات والحاجة إلى استمرار الحركة

إنتهت إجازتي قبل حوالي اسبوعين ومعها فشل مشروع كتابة 1000 كلمة يومياً الذي كنت قررت القيام به من أجل تمرين عضلة الكتابة التي ضعفت بعد تركي للتدوين اليومي على تيدوز، وللأسف كانت حصيلة هذه التجربة “إسباجتي” مكون من 7000 كلمة مع أن الهدف كان 26,000 كلمة لأن الإجازة كانت 26 يوماً.

سبب فشلي هو أنني لم أحدد وقتاً معيناً للكتابة وكنت أحاول أن أقوم بذلك في الليل والذي إكتشفت أنه وقت غير مناسب لأنه بحلول الليل أفقد تركيزي وأكون منهكاً من الأمور التي قمت بها في الصباح ولا مزاج لي للكتابة ولعل أفضل وقت يناسبني هو الصباح ممايعني أنه علي القيام مبكراً بعض الشيء وهو أمر مقرف خصوصاً أيام الدوام.


لا أدري أين قرأت هذه المعلومة ولا أدري إذا كانت صحيحة ولكن “يقال” أنك تحتاج إلى 66 يوم من أجل إكتساب عادة ما ولكن يجب عليك المواضبة عليها يومياً، مع أنني أذكر أنني قرأت في مكان أخر أنك تحتاج إلى 40 يوم من أجل إكتساب عادة معينة (أي أن المتوسط هو 53 يوماً).

سواءا 66 أو 40 فالعادة تحتاج إلى إستمرار من أجل أن تصبح من سماتك الشخصية ويبدو أن العادة الوحيدة التي إكستبتها في السنين الماضية هي التأجيل والتشتت وهو أمر أحاول أن أصارعه منذ أكثر من سنتين حتى الآن عبر محاولة التقليل من إستخدام الشبكات الإجتماعية وبرامج التواصل بشكل عام.

في إحدى حلقات بودكاست No Agenda تحدث جون ديفوراك عن العجز الذي قد يصيب بعض المبدعين الذين تخطر على بالهم الكثير من الأفكار ولكن لايقومون بتنفيذها، وأطلق على هذا العجز “إنسداد” سببه عدم تحويل الأفكار إلى أفعال وبذلك تجد نفس في مرحلة ما مليئاً بالأفكار ولكنك في نفس الوقت تحس بالعجز وأنا من الأشخاص الذين يعانون من هذا الشيء، لذا أحاول هذه الأيام أن أنفذ بعض الأفكار التي تخطر على بالي من أجل تحريك العجلة وإكتساب عادة تحويل الأفكار إلى أفعال.

لا أتحدث عن أفكار ثورية من أجل تغير العالم ولكن أفكار عادية مثل فكرة سكربت بسيط أو تجربة إجتماعية معينة عن طريق الإنترنت، فالهدف هنا هو ترجمة الطاقة إلى حركة مثل محرك السيارة.

لو شغلت السيارة ولكنك لم تتحرك فأنت تحرق الوقود دون فائدة ولن تصل إلى أي مكان…أنت بحاجة إلى الحركة.

تسفيه الأفكار والحوار الداخلي في عقلي من أجل إقناعي بأن ما أفكر به لن يعود علي بالفائدة هو أمر طبيعي.

لايهمني نوع الفكرة لأنني لو قمت بتنفيذها فسوف تتحول إلى خبرة عملية بسيطة، فمثلاً قضيت 3 أيام هذا الأسبوع أحاول معرفة كيفية التعامل مع واجهة تويتر البرمجية عبر NodeJS الأمر الذي سبب لي صداعاً بسبب محاولتي لفهم طريقة عمل OAuth (ولم أفهمها حتى الآن) لكنني خرجت ببعض المعلومات التي “قد” تفيدني لاحقاً.

هل هي فكرة ثورية؟ لا طبعاً ولكنني أصبح لدي معرفة بسيطة بكيفية بناء تطبيق NodeJS يتعامل مع تويتر.

كتابة هذه المقالة كانت مجرد فكرة ولكنني حين وصلت إلى هذه الجزئية أحسست ببعض الراحة لأنني لم أقم بتأجل الكتابة بحجة إنتظار إختمار الفكرة وتقديمها بشكل أفضل لأنني لو قمت بذلك فإنني أكاد أن أجزم وبشكل قطعي بأنني لن أكتب هذه المقالة لأنني سأحس بأن الأفكار لم تختمر بعد.

حسنا وصلت إلى نهاية ما أريد أن أقوله ولاتوجد حكمة في بالي لأكتبها لذلك سأتقمص دور الحكيم.

الفكرة بذرة لشجرة، لكنها لن تزرع نفسها.

(يا إلهي ماهذا السخف أحتاج إلى التدرب على الحكمة أكثر).

مبروك لقد وصلت إلى نهاية المقالة.

#النهاية

ناقشني على أرابيا

تم النشر في
مصنف كـ عام

بواسطة ثمود بن محفوظ

كاتب، ناقد وبودكاستر في التقنية، الألعاب والمجتمع.