التحول في سوق ألعاب الفيديو [توقعات]

صرح المدير التنفيذي لقسم التسلية في سوني بأن البلاي ستيشن ٤ قد دخل المرحلة الأخيرة من دورة حياته، ممايعني أن أن صدور البلاي ستيشن ٥ قد اقترب. هذا لا يعني أننا سوف نرى الجهاز قريباً فالكثير من المحللين يعتقدون أن الكشف عن نسخة بلاي ستيشن القادمة سيكون في عام ٢٠٢١.

صدرت النسخة الأولى من بلاي ستيشن ٤ في نوفمبر من العام ٢٠١٣، وبعد صدور الجهاز بثلاث سنوات تم اصدار النسخة المحدثة والتي حملت اسم بلاي ستيشن ٤ برو، الذي جاء بمعالج أقوى، وذاكرة أكبر من النسخة العادية، سمحت للجهاز بعرض “بعض” الألعاب بدقة 4K.

من ناحية الأداء فإن بلاي ستيشن ٤ برو يعادل ضعف البلاي ستيشن ٤ العادي، لكن هذا الشيء ليس ملموساً بشكل واضح، نظراً لأن جميع الألعاب التي تصدر على البرو يجب أن تعمل على النسخة العادية. لكن صدور البلاي ستيشن ٥ قد يتسبب في تغيير هذا الشيء.

لو تم الاعلان عن البلاي ستيشن ٥ في ٢٠٢١ فإن ذلك يعني مرور ٨ سنوات على صدور البلاي ستيشن ٤ وهي فترة زمنية معقولة، تسمح لسوني بأن تقدم فقزة في العتاد، ولكن بنظري فإن صدور البلاي ستيشن ٤ برو قد أربك الأمور قليلاً.

لم يتمكن مطورو الألعاب من استغلال كافة امكانيات البلاي ستيشن برو التقنية نظراً لأن سوني لا تريد احداث فوضى، عبر السماح للمطورين بإطلاق ألعاب تعمل على البرو فقط، فخطوة مثل هذه ستسبب ضربة لمبيعات الجهاز وعضب الأشخاص الذين قاموا بشراء البلاي ستيشن ٤ في ٢٠١٣.

لكن الملاحظ أن البلاي ستيشن ٤ برو جلب معه تغيراً في عملية تطوير الألعاب. فالكثير من الألعاب الجديدة أصبحت توفر بعض الخيارات الاضافية لملاك البرو. على سبيل المثال تتيح لك فاينال فانتسي 15 الاستفادة من قوة البرو إما عبر تحسين الرسوم، أو زيادة سرعة الاطارات، وهو خيار غير موجود على جهاز بلاي ستيشن ٤.

هذا التمييز بدأنا نراه في العديد من الألعاب التي أصبحت تضيف شعار “PS4 Pro Enhanced” على اغلفتها، وهذا الشيء يعني أن اللعبة تستفيد من قدرات البرو إما برسوم أفضل، أو إطارات أسرع وأمور تقنية اخرى.

سوني ليست الوحيدة، فمايكروسوفت هي الأخرى قامت بإطلاق النسخة الجديدة من جهاز اكس بوكس بإسم “اكس بوكس ون اكس”، الذي يعتبر أقوى جهاز ألعاب منزلي “حالياً”. هذا الأخيرة ايضاً دفع المطورين للإستفادة من قوته وأصبحنا نرى شعار “Xbox one x enhanced” وتعتبر لعبة Assassins Creed Origins من أوائل الألعاب التي استفادت من قوة الاكس بوكس ون اكس.

الخطوة التي قامت بها كل من سوني ومايكروسوفت مع أجهزتها، جعلت من عملية التطوير للأجهزة المنزلية أقرب لتطوير الألعاب للكمبيوتر الشخصي، فأغلب ألعاب الكمبيوتر توفر لك خيارات تعديل خيارات الرسوم والدقة بما يتناسب مع امكانيات جهازك، وهذا الشيء نراه جلياً في الألعاب الجديدة، التي تصدر والتي تحاول الاستفادة من قوة العتاد الجديد.

هذه التغييرات جعلتني أعتقد أننا على أعتاب تغير في عالم ألعاب الفيديو.

المعيار الأدنى لتطوير الألعاب

في الماضي كانت كل شركة تصدر جهاز ألعاب واحد، ومن ثم تدعم الجهاز مابين خمس إلى سبعة سنوات إلى أن يصل العتاد إلى نهاية دورة حياته ومن ثم تقوم الشركة بإصدار جهاز جديد يكون بمثابة قفزة نوعية، لكن ما قامت به كل من مايكروسوفت وسوني يشير إلى أن هذا الشيء قد يتغير وأننا قد نشهد وجود جهازي ألعاب من نفس الشركة قادرين على تشغيل نفس الألعاب مع وجود فارق في الأداء والرسوم وهو مانشهده حالياً.

هذا القرار سيكون مدفوعاً بسببين، الأول هو أن الأجهزة المحدثة مثل البرو والاكس قادرة على تقديم تجربة لعب أفضل بكثير مما تقدمه حالياً، لكن اصرار الشركات على أن تعمل الالعاب على الأجهزة القديمة الذي ذكرته سابقاً صعب على المطورين الاستفادة بشكل كامل من قدرات هذه الأجهزة.

ماسيحدث هو أن الجيل القادم من البلاي ستيشن، والاكس بوكس، سيقدمان قفزة في العتاد، لكن في نفس الوقت سيصبح البرو والاكس هما المعيار “الأدنى” لعملية التطوير الألعاب، أي أن ألعاب البلاي ستيشن ٥ يجب أن تعمل على البلاي ستيشن برو أيضاً، ونفس الشيء بالنسبة للإكس بوكس القادم والذي يجب أن تكون ألعابه قابلة للعب على الاكس بوكس ون اكس.

السبب الثاني والذي قد يكون مالياً، وهو أنه بصدور الأجهزة الجديدة، ستصبح تكلفة تصنيع الأجهزة الحالية أرخص وهامش الربح على كل جهاز سيكون عالياً، هذا الشيء سيتيح لك من سوني ومايكروسوفت تحقيق أرباح من الأشخاص الذين لن يكونوا قادرين على شراء عتادهم الجديد بسبب السعر الغالي في البداية، أضف إلى ذلك الأرباح من مبيعات الألعاب.

تجارب سابقة

لو عدنا إلى التاريخ فسنجد أن سيجا قامت بخطوة مشابهة مع جهاز الميجادرايف، والذي حصل على قطعة Mega CD التي سمحت بتشغيل ألعاب على أقراص مدمجة على الجهاز بالإضافة إلى قطعة 32X التي أعطت الجهاز دفعة إضافية ولكن كلا القطعتين فشلتنا في تحقيق أي نجاح يذكر.

نينتندو هي الأخرى كان لها محاولة مع قطعة 64DD التي صدرت فقط في اليابان. حيث أعطت القطعة لجهاز النينتندو 64 بعض المميزات الإضافية ولكنها لم تنجح تجاريا، وصدرت عليها 10 ألعاب فقط قبل أن تقوم نينتندو بإيقاف تصنيعها في 2001.

عيب هذه التجارب هو أنها كانت محدودة جداً، ولم تحظى بدعم كبير من المطورين.

المستقبل البعيد

رغم أننا سنستمر في رؤية أجهزة الألعاب لجيل أو لجيلين على الأقل، إلا أن كل من سوني ومايكروسوفت مستمرتان في التوجه نحو الألعاب السحابية بحيث يصبح اللعب مثل مشاهدة اليوتيوب ولن تحتاج إلا ليد تحكم واتصال انترنت سريع. هذا التوجه مازال يحتاج للكثير من الوقت والتطوير في التقنية لتعالج مشاكل مثل تأخر وصول الإشارة وغيرها من الأمور التي تمنع الناس والشركات من التحول لهذا النوع من الخدمات.


مصادر:

تم النشر في
مصنف كـ عام

بواسطة ثمود بن محفوظ

كاتب، ناقد وبودكاستر في التقنية، الألعاب والمجتمع.