أمازون والكبدة

هناك توقعات حول المستقبل سوداوية “بزيادة” مثل هذه المقالة على Fast Company وفيها تتوقع أحد الباحثات بأن سطوة الشركات التقنية ستصل لدرجة اجبارك على “الرجيم” بمراقبة نمط حياتك عبر أجهزتها الذكية، وأمازون على رأس هذه القائمة.

تمتلك أمازون مجموعة من الأجهزة الذكية مثل أليكسا، ومايكروويف وأجهزة مراقبة منزلية، ولن تتوقف أمازون أو بقية الشركات عن إنتاج هذه الأجهزة.

تتشكل الصورة السوداوية حين يصبح بيتك مرتبطاً ومسيراً بالكامل بهذه الأجهزة، التي ستتكفل بكل شيء من حفظ الأكل، طبخه، قراءة الكتب، حفظ أمان المنزل، وبيتك الذي كان غبياً، سيقرر الأصلح لك.

يركز التوقع على أمازون كونها تخطط دخول مجال التأمين الصحي، لذلك لو كان بيت المستقبل مسيراً بأجهزة أمازون التي قد تبيعك التأمين الصحي فقد يكون في مصلحة الشركة إبقائك في صحة جيدة للعديد من الأسباب، لعل أولها التقليل من كلفة التأمين، والثانية إبقاء مصدر دخلها حياً قدر الإمكان، ولهذا قد تتفاجئ برفض فرن أمازون أمر طبخ صحن كبدة مع الفلفل الأخضر والملح بحجة أن هذا الطبق مضر بك وأن عليك أن تذهب للمشي وأكل الزبادي.

قد يبدأ الأمر كنصيحة لطيفة من جهازك الذي سيحاول إقناعك بأن الكبدة “ثقيلة حبتين” ويقترح عليك التخفيف، ومع مرور الوقت قد نرى تحكماً أكبر، ونصبح مثل الأطفال الذين١ تخفي أمهاتهم عنهم علبة الشوكولاته والتي عادة ما تكون مخبأة في دولاب الثياب أو في المطبخ خلف العديد من المعلبات، لكن الأم في النهاية قد ترضخ لصراخنا للتخلص من الصداع، أما أليكسا فهي لاتصاب بالصداع…فاصرخ إلى أن تنهار ومن ثمَ كل السلطة.

تعزمني على صحن كبدة؟ ادعمني على Patreon.

* الصور ١ و ٢

تم النشر في
مصنف كـ عام

بواسطة ثمود بن محفوظ

كاتب، ناقد وبودكاستر في التقنية، الألعاب والمجتمع.