البيانات النكدية والذكاء الاصطناعي

في الحلقة رقم 294 من فنجان، قال الاستاذ عمر جملة استقرت في راسي.

كان يتكلم عن دقة الذكاء الاصطناعي وكيف لو صار الذكاء الاصطناعي طبيب حيكون نسبة الغلط في العمليات ضئيلة لأنه الطبيب البشري ممكن يجي يوم متنكد ويسوي غلط، بينما الذكاء الاصطناعي “محدش ينكد عليه”.

سألت نفسي “هل من الممكن التنكيد على الذكاء الاصطناعي ليرتكب خطئًا في عملية؟”

سؤالي يفترض أن للذكاء الاصطناعي “مزاجًا” يمكن تنكيده، كما أنه يعطي صبغة إنسانية للذكاء الاصطناعي وهو خطأ نقع فيه بسبب استخدام مصطلحات بشرية لوصف التصرفات من أجل تقريب الفهم، ماعلينا…خلونا نرجع للنكد وماهيته، ولنستخدم الرجل المتزوج كمثال.

يحدث النكد حين يكون الرجل، الطيب، المسكين، ذو القلب الوسيع، مرتاحًا فوق كنبته يتفرج مسلسلًا أو يقرأ كتابًا، ثم تأتي المرأة و”تنكد عليه” بطلبات غريبة “الثلاجة فاضية”، أو “خلينا نمشي الأطفال” ولو كنت مستجدًا في الزواج فستمطرك بأسئلة غريبة، “تحبني؟” “ليه وجهك مقلوب!”

بغض النظر عن مسبب النكد (وهو في هذه الحالة من حزب النساء) فأستطيع أن أقول وحسب خلفيتي الحاسوبية (الي ملهاش أي لزمة) إن النكد هو متغير يؤثر في مراكز التفكير ويتسبب في انحراف في ردات الفعل تؤدي إلى ارتكاب غلطة، وفي حالة الرجل، الشهم، الطيب، ذو الوجه البشوش، فإن ردة فعله إما أن تجعله ينام فوق الكنبة، أو يجري وراء أطفاله في الملاهي (مقلوب الوجه).

لا أريد أن يؤخذ كلامي على أنه تجنٍ على المرأة، حاشا وكلا، هو مجرد فرضية علمية لا أكثر…خلونا نرجع للذكاء الاصطناعي والنكد لألا أنام فوق الكنبة (والكنبة للرجالة)…

يعتمد الذكاء الاصطناعي في فهمه على التدرب على كمية كبيرة من البيانات، وحتى الآن لا نستطيع أن نفهم ماذا يدور في غياهب العقل الالكتروني وكيف يصل إلى قراراته، لكن أتصور أن إضافة بيانات مشوهة (الي هي النكد) فقد تؤدي في حالة ذكاء اصطناعي طبي لارتكاب خطأ قاتل في عملية طبية.

أيضًا لعل الذكاء سيواجه سيناريو غريب، أو حالة طبية لم يسبق له التدرب عليها، وهنا تأتي المصيبة، فبينما قد يتوقف الطبيب البشري ويشاور ويسأل ويفكر، قليلًا، قد يتخذ الذكاء الاصطناعي قرارًا كارثيًا، وحين يفتح تحقيق في الموضوع يتضح أن السبب هو البيانات النكدية التي أثرت على قراره.

وماسبق يندرج تحت باب النكد اللامقصود.

فكما تتطور التقنية تتطور طرق الاختراق، وهناك عدة طرق للهجوم على الذكاء الاصطناعي، منها تسميم البيانات أو دس بيانات تتسبب في إرباك أو تشويش الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال يستطيع المهاجم أن يغير بكسلات بسيطة غير ملحوظة للبشر لكنها تتسبب في إرباك الذكاء الاصطناعي ومنعه من التعرف على صور الأشعة بشكل صحيح مثلًا مما قد يؤدي إلى تشخيصات خاطئة. أو دفعه لتشخيصك بمرض تؤدي  أدويته إلى قتلك ببطئ كنوع من الاغتيال الذكي!

ربي يحفظ الجميع.

إضافة أخيرة، مش ملاحظين إن البيانات مؤنث أيضًا؟!

جوال جديد ومحادثات ضائعة

انشغلت البارحة بإعداد هاتفي الجديد، وظننت أنني سأنتهي من إعداد الهاتف في وقت قصير لوجود نسخة احتياطية من البيانات والتطبيقات، ولكن بسبب “شوية لخبطة” ضاعت محادثات واتساب لآخر خمس سنوات!

قضيت الساعات الطوال محاولًا استعادة النسخة الاحتياطية القديمة، عبر الأيكلاود، عبر الماك، لكنك تشاء، ومشيئة الله فوق كل شيء. وأما السبب، فهو تشفير النسخ الاحتياطي لواتساب ونسياني أين حفظت كلمة السر الطويلة المكونة من 64 حرف حين أردت استعادته.

أول درس تعلمته هو إيقاف تشفير النسخ الاحتياطي لرسائل واتساب قبل أن تبدأ عملية النقل، وتقوم بنسخة احتياطية جديدة خالية من التشفير، فهلعي ومحاولتي إعادة تعيين كلمة السر للنسخ الاحتياطي القديم تسبب في ضياع النسخة على الهاتف القديم أيضًا.

وكما الأفلام الكوميدية الرديئة، عثرت على كلمة السر الطويلة ضمن ألبوم الصور، لكنها أصبحت بلا فائدة، فعجلتي ورغبتي في الإنتهاء من إعداد الهاتف والتفشخر به حبتين كانت السبب.

لعل صديقي محمد سيتواصل معي بعد قراءة هذه الحادثة ليحاول مساعدتي على استرجاع ما فات، لكني زهدت فيما ذهب، وتبنيت شعار “لعنة الله على واتساب” وليرضى الله على أيمسج وتيليجرام.

أظن أن مصيبتي دعوة للتأمل (وكلنا يحب التأمل بعد المصائب). هذه البرامج أصبحت جزء من ذاكرتنا، وبرغم أن ذاكرتنا قد تخوننا بعض الأحيان، إلا أنها لن تطير بسبب إنتقالك من شقة إلى شقة جديدة! الحمدلله أنها جات على “محادثات واتساب”، ولكن في كل دقة تعليمة، وأتمنى أن أتذكر هذه الحادثة حين أشتري هاتفًا جديدًا بعد خمس سنوات.

اللااخلاقية في جمع بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي

مع إطلاق مسك لشركة X.AI المتخصصة في بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي فسوف يستفيد مسك من تويتر ليكون مصدر بيانات لتدريب أنظمة X.AI.

لا أمانع من استخدام بياناتي في تويتر لتقديم تجربة أفضل، لكن تغريداتي ستتحول الآن لبيانات تدريب X.ai التي ستخرج لنا بعد سنوات بمنتج سحري مدفوع، وفي حين كانت تستخدم البيانات في السابق من أجل الإعلانات وكنا نحارب الإزعاج بتطبيقات الحجب، فقد دخلنا في مرحلة جديدة تستخدم فيها البيانات من الخدمة أ لصناعة منتجات الشركة ب ومن ثم الاستفادة منه في حلب المزيد من الأرباح من المستخدمين.

نقمي هنا يأتي من منطلق أخلاقي بحت.

تخيل يا راعاك الله أن صاحب البقالة يسرب إلى الميكانيكي شكاويك من سيارتك، ثم يضيف إليها تقييمه الشخصي لثروتك بناءًا على مشترياتك. ستساعد هذه المعلومات الميكانيكي على الاستفادة حين تفاصله في السعر، سيصلح سيارتك لكن لديه أفضلية أخرى تساعده على رفع السعر قليلًا بفضل معلومات صاحب البقالة.

وأشك أنك ستشتري من صاحب البقالة لو علمت بما حصل، لكن وقد يكون عذر صاحب البقالة أنها سياسة الخصوصية!

مسك لن يكون أول أو آخر من يستخدم بيانات من شركة لتطوير منتجات شركة أخرى، فجوجل تعصر وتحلب وتفتت بياناتنا بشكل مستمر، وفيسبوك ليست بأحسن منهم، وبدل أن يخبروك مباشرة في وجهك يكتفون بتحديث سياسية الخصوصية وما عليك إلا الموافقة وهي موافقة مفروغ منها.

يجب أن نحاول ردع اللا أخلاقية التي استشرت عبر السياسات المحلية. يجب منع استخدام بيانات المستخدمين في أغراض تدريب منتجات شقيقة كما في حالة تويتر و X.ai، وحتى جوجل وبقية خدماتها.

فحين استخدم البريد الإلكتروني يجب أن أطمئن أن بياناتي لن تستخدم من أجل تطوير ذكاء اصطناعي يرقص السامبا، وفي حالة الرغبة في الاستفادة من بياناتي لتطوير ميزات خارج تخصص الخدمة التي استخدمها يجب أن أوافق، أما الاكتفاء بتحديث سياسات الخصوصية فهو منفذ قانوني لا أخلاقي،.

طوال سنوات استخدامي للإنترنت التي تزيد عن العقدين لم أقرأ سياسة خصوصية واحدة، ولا أظن أنني مؤهل قانونيًا لفهم 90٪ مما يذكر فيها. ولكن طلباتي بسيطة، مالم أوافق وأبصم وأوقع – رقميًا – على استخدام بياناتي في تدريب منتجات لشركات أو خدمات شقيقة للخدمة التي استخدمها فافترض أنني غير موافق! لكن حجتهم الدائمة هو أن كل هذه الخدمات “مرتبطة” وإذا لم توافق فعليك التوقف عن استخدامها جمعاء، وهي الحفرة التي وقعنا فيها جميعًا.

أبل تنقذ حلم ميتا

حين أعلن زكبربيرج عن تحول اسم فيسبوك إلى ميتا قبل سنتين، رافق إعلانه ضجة كبيرة، وعج الانترنت بتصورات للميتافرس وإمكانياته وكيف سنعمل في عوالم متجددة، ولن ينال منا الملل، فاليوم نعمل في بيت على الشاطئ وغدًا على متن مركبة فضائية (على افتراض أنك تقنع نفسك بالوهم).

ولكن منذ ذاك الإعلان لم يشهد عالم الواقع الافتراضي أي ققزات كبيرة، ولعلنا نصنف مايكروسوفت كمنافس ثاني بنظارات هولو لنز إلا أن الشركة اتخذت وضعية “المزهرية”، وتركت الساحة لميتا، مقررة التركيز على بيع نظارتها للشركات التي تستخدمها لأغراض محددة و بسعر يبدأ من 3500$ دولار (مثل نظارات أبل) وتدعم التحكم باليد فقط (مثل نظارات أبل أيضًا!)

بعد مرور سنة على إعلان زكربيرج ، قامت الشركة بإصدار نظارات اوكيلوس برو بسعرها 1500$ في أكتوبر 2022، وبرغم الزخم الذي حاولت الشركة خلقه إلا أن مبيعاتها لم تكن قوية ربما لارتفاع السعر، وعدم وجود استخدامات جدية خارج نطاق التسلية، فالنظارات لم تقدم سيناريو شبيه بسيناريو الهاتف الذكي الذي صار جزءًا من حياتنا اليومية.

كانت المؤشرات الأولية تشير إلى فشل مشروع زكربيرج وبدأ الزخم على فكرة نظارات الواقع الافتراضي يقل خصوصًا وأن الشركات التقنية الكبرى لم تلقي بثقلها في المنافسة وتدخل بأجهزة منافسة كأنها تقول أن “السوق مش مستاهل”. وبرغم أن مبيعات نظارات اوكيلوس تجاوزت 20 مليون جهاز إلا أن أغلب من يشترونها يرغبون بها من أجل التسلية وليس العمل، كما أن تطبيق Horizon World الذي يفترض أن يكون مدخل المستخدمين إلى الميتافيرس يعاني من قلة الإقبال وبدأ يفقد بعض من خصائصه.

جميع ما ذكر قد يؤخذ كتمهيد لوفاة فكرة الميتافيرس والعيش والعمل في عوالم شبه افتراضية، ولكن بفضل إعلان أبل عن نظاراتها فإن الاهتمام بالواقع الافتراضي والمعزز عاد إلى الساحة وبقوة، وعلى ميتا أن تحمد الله على إعلان أبل وأن تتجهز للحرب القادمة بعد سنوات.

برغم الفرق الشاسع في إمكانيات نظارات أبل وفيسبوك، إلا أن السعر يصب في صالح ميتا (في الوقت الحالي). فستحتاج أبل لسنوات لتصل بالسعر لرقم يناسب الغالبية، وهو مايعطي ميتا مساحة للاستفادة من الرغبة الاستهلاكية التي ستخلقها مكينة أبل الإعلامية وإعلاناتها، حيث تستطيع تقديم البديل الرخيص (نسبيًا) لكل من لا يقدر على شراء نظارات أبل.

أكد زكربيرج في رسالة لموظفيه أن الكثير مما عرضته أبل من تقنيات ليست بالجديد وسبق للشركة أن جربتها داخليًا، مما يعني أن لديهم القدرة على تحديث العتاد بالمزيد من المميزات، ولعل الوصول إلى توازن بين المواصفات والسعر هو ما يمنعهم، ومن الأفضل على ميتا بيع الأجهزة بخسارة بسيطة (كشركات أجهزة الألعاب) والاعتماد على نسبتهم من بيع الألعاب والتطبيقات لتغطية الخسارة.

على ناحية التطبيقات وكي لا تترك الساحة لأبل وفكرة “الحوسبة المكانية” يجب على ميتا جعل منصة اوكيلوس جذابة لمطوري تطبيقات الإنتاجية، ولا مانع تطويرها داخليًا في البداية (كا أبل)، من أجل إبقاء نظاراتها متماشية مع فكرة الإنتاجية والتواصل، مالم فستجد ميتا نفسها في تنافس مع كل سوني ونينتندو في عوالم الألعاب كون نظارات أوكيلوس تحظى بدعم ممتاز من هذه الناحية بالإضافة إلى إعلان الشركة مؤخرًا عن خدمة اشتراك شهري تتيح لك الوصول إلى ألعاب مجانية، ولكنه يقلل من الهدف الأساسي لجعل ميتا النقطة المركزية للحياة الرقمية، من لعب وتواصل وعمل.



✉️ ظهر هذا الموضوع في عدد سابق من نشرة النشرة. اشترك الآن لتصلك الأعداد بانتظام.

هل تصور البلاعة من أجل المال؟

شدني خبر في بلومبيرج يتحدثت عن تطبيق Tekkon الذي يستفيد من فكرة البلوكتشين لتشجيع الناس على جمع البيانات عبر تصوير مشاكل البنية التحتية. يشجع التطبيق مستخدميه على الخروج وتصوير أغطية المجاري التي تحتاج إلى صيانة. بعد تصوير هذه الأغطية يستطيع الآخرون تقييم صورتك ومطابقتها للوصف، وآخرون يستطيعون التأكد من صحة البيانات عبر زيارة نفس المكان، وفور تأكيد صحة المعلومات سوف تحصل على رمز (Token) كمكافأة لك، ويحصل البقية على نصيبهم مقابل مشاركتهم.

يستطيع المستخدمون تحويل الرموز إلى محافظ تشفيرية وتحويلها لمال وبالنظر إلى سعر الرمز (وقت كتابة الموضوع) يقترب من (0.017$) وكان أعلى سعر وصل له يقترب من (0.07$)، وحين راجعت موقع التطبيق بسرعة لم يظهر لي كم عدد الرموز التي تحصل عليها مقابل المشاركة لكن أحد الصور أظهرت أن تصوير غطاء يكسبك 4 رموز أي حوالي (0.068$) أي أنك تحتاج تصوير 15 غطاء للحصول على دولار واحد! واستغرب الشخص الذي قال أنه تمكن من الحصول على 100$ في يوم واحد، فكم غطاء صور؟

يمكنك الاستفادة من الرموز بشكل آخر عبر شراء مقتنيات لكلبك الرقمي الذي يأتي كجزء من التطبيق.

لا أدري لم ركزت الشركة على صيانة أغطية المجاري ولكنها مجرد هدف أولي وسيتم إضافة المزيد من البنى التحتية مع مرور الوقت. وهو يخدم حاليًا اليابان (بلده الأصلي)، والفلبين، واندونيسيا.

تخيلت لوهلة فكرة استنساخ هذه التجربة على الصعيد المحلي، فالكل على السوشال ميديا يحب الشكوى، فتصور لو أن كل مدينة أو محافظة أطلقت تطبيقًا يسمح لك برفع الشكاوي وبمقابل مادي، لعلها تصبح هواية للمتقاعدين

كيفن كيلي والأميش

يعتبر كيفين كيلي من الشخصيات المعروفة للكثير من التقنيين. فقد عمل كمدير تحرير مجلة Wired، ونشر العديد من الكتب والمقالات التي تحاول استقراء المستقبل. كما يشتهر بمقالة “ألف معجب حقيقي” والتي تطرح فكرة أن الشخص الذي يمتلك ألف معجب حقيقي يستطيع أن يحقق نجاحاً.

في هذا اللقاء يتحدث كيفن عن نظرته للتقنية وتداخلها مع الحياة. ولعل حديثه عن طائفة الأميش في الولايات المتحدة وكيف يقومون بتبني التقنية كان أحد الأمور المثيرة.

فبعض الجماعات التابعة لهذه الطائفة تحاول دراسة تأثير أي تقنية على ترابط الأسرة والمجتمع قبل أن تتبناها بشكل كامل. أحد الأمثلة التي يضربها لنا هو رفضهم لاستخدام السيارة كونه سيدفع الشخص للإبتعاد كثيراً مما قد يؤثر على العلاقات العائلية والاجتماعية كون أن الإبتعاد أصبح سهلاً. ولكنهم في نفس الوقت يستخدمون الهاتف النقال القديم في التواصل ولكنهم لايبقونه معهم طوال الوقت.

الهروب من التلفيزيون إلى التلفيزيون

حين أنظر إلى التغيرات التي تحدث في عالم خدمات البث كنتفلكس وشاهد، يتكشَف لي وهم الهروب من التلفيزيون.

بدأت نتفلكس في توفير حزم اشتراك رخيصة مدعمه بالإعلانات، وخدمة WatchIt المصرية توفر لك اشتراكًا مشابهًا. الواضح أن الإعلانات التي نهرب منها ستستمر في الوجود، وستكون جزء كبير من استراتيجية خدمات البث في السنين القادمة.

لو نظرت إلى دخل يوتيوب من الإعلانات من فقد وصل في الربع الثالث إلى أكثر من 7 مليار دولار. دعونا نقارن دخل الاعلانات بدل الاشتراكات. وصل عدد المشتركين في يوتيوب بريميوم الذي إلى 80 مليون مستخدم، وعلى افتراض سعر اشتراك شهري 11.99 دولار، فإن دخل الاشتراكات السنوي المتوقع يقترب من 11.5 مليار دولار في السنة، أي أن دخل الإعلانات سنويًا تستطيع الإعلانات تغطيته في ستة أشهر! (دخل الإعلانات في الربع الثاني كان 7.34 مليار دولار )

تقوم أمازون بإضافة إعلانات بين الحلقات، ولكنها إعلانات لبرامجها ومسلسلاتها. أشك أنها مجرد مقدمة وتعويد للمستخدم على هذه الفواصل، وسرعان ما ستعرض لنا أمازون إعلانات الإثنين القرمزي، وموديلات كندل الجديدة، وعروض مخصصة لك، استفادت من تاريخ شرائك من أمازون.

القنوات وعناء الاختيار

وأما عن عودة التلفيزيون بخطط البرامج المسبقة، فقد أطلقت شاهد قنوات مثل شاهد كوميدي، شاهد كلاسيك، وغيرها من القنوات المتخصصة. والحقيقة أنني أحييهم على هذه الخطوة، فهي تزيل عنك عناء الاختيار والبحث، بعد أن تحول قرارا مشاهدة فيلم أو مسلسل أصعب من اختيار شريكة عمرك!

المضحك أننا بعد أن قرفت في طفولتي من تحكم القنوات بما أشاهد، أصبحت أرحب به. فمع كل الإزعاج والتنبيهات التي تطلب انتباهي، وتحثني على اتخاذ قرار بسرعة، أرحب بمن يزيل عني هم الاختيار…ولو قليلًا.

تشغيل ألعاب الدريم كاست على الماك

مع أن شينمو تعتبر أبرز معلم لجهاز الدريم كاست إلا أنني وحين أتذكر الجهاز أذكر بلوستينجر التي اقتنيت نسختها الأصلية اليابانية ولم أتمكن من إنهائها لأن لغتي اليابانية على قد الحال (بالعربي معدومي).

ولعل الإحساس بالذنب دور في ارتباطها الشديد. فقد اشتريت النسخة الأصلية ولم أنهيها! وكان شراء الألعاب الأصلية في ذلك الزمن كان ضربًا من الخبال. بعد أن كسرت حماية الدريم كاست أصبحت أعيش حياتي بالطول والعرض بين الألعاب الرخيصة.

خطرت اللعبة على بالي في إجازة العيد الماضي ولم أرغب في إخراج جهازي الدريم كاست من المخزن والبحث عن الأسلاك والعبث في صناديق الألعاب من أجل نزوة أدري أنها لن تتجاوز الساعة كحد أقصى، ولذا توجهت إلى جوجل (گوگل؟) بحثًا عن بديل.

لم يطل بحثي وعثرت على محاكيات ممتازة هي Redream و Flycast وكلاهما يعمل بكفائة على جهازي القديم، واستطعت رفع الكثير من الالعاب إلى 4K بدون أي تأثير في الأداء. كما استطعت أن أربط يد تحكم 8bitdo البرنامجين بسهولة.

واجهة redream

تستطيع البحث عن الالعاب في جوجل وستجدها بسهولة. قم بتنزيلها وضعها في أي مجلد وحدد المجلد عبر إعدادات البرنامجين المذكورين أعلاه، وستظهر في قائمة الألعاب مباشرة. والجميل أنك لن تحتاج إلى تنزيل Bios الخاص بالدريم كاست. أما لو كانت تريد الحصول على شاشة البداية فسوف تحتاج إلى تنزيل الملفات الضرورية ووضعها في المجلدات الصحيحة لكل برنامج.

لبرنامج Redream إذا إلى المسار التالي وضع ملف BIOS وأعد تسميته ليكون boot.bin :

~/Library/Application Support/redream

أما برنامج Flycast فاذهب إلى المسار التالي وضع ملف BIOS وأعد تسميته ليكون dc_boot.bin:

~/Library/Application Support/Flycast/data

محاكاة البلاي ستيشن 2 على الماك

قضيت الفترة الماضية غارقًا في النوستالجيا والألعاب القديمة. ولعل السبب يعود لرغبتي الشديدة في لعب سلسلة NBA Street التي صدرت أيام البلاي ستيشن 2 ومنافسيه، فلهذه السلسلة معزة خاصة، وكم كنت أتمنى أن تقوم EA بإعادة إصدارها على أجهزة الجيل الجديد لكن وبحسب بعض المنتديات الغربية فإن تعقيد الحصول على التراخيص المتعلقة باستخدام اللاعبين والفرق والموسيقى يعقد الموضوع.

يعتبر PCSX2 أفضل محاكٍ للبلاي ستيشن 2 حاليًا بسبب الأداء الممتاز ودعمه لتشغيل مانسبته 98٪ من ألعاب البلاي ستيشن 2، لكن المشكلة التي واجهتها هي أن مطوري هذا المحاكي لا يدعمون نظام ماك! ولكن مع المزيد من البحث عثرت على نسخة معدلة تعمل على نظام ماك. ثم شاء الله أن يقوم مطوروا النسخة الأصلية من محاكي PCSX2 بدمج هذه النسخة ضمن عملية التطوير وأصبحت تصدر مع النسخ التجريبية اليومية.

عملية تركيب المحاكي مباشرة، فك ضغط الملف وانقله إلى مجلد البرامج وشغله. ستواجهك بعض الرسائل في البداية تطلب منك أن تقوم بتنزيل ملفات BIOS الخاصة بجهاز بلاي ستيشن والي يمكنك الحصول عليها عبر البحث عن أسماء الملفات في جوجل أو يمكنك تنزيلها من مشروع retroArch ثم أحفظها في المجلد المذكور من قبل البرنامج وحدث القائمة واختر أحدث نسخة.

يتبقى الآن تنزيل بعض الألعاب والتي سأترك لك عناء البحث والحصول عليها بنفسك. بعد أن تحصل على اللعبة قم بالتوجه إلى قائمة CDVD وتصفح جهازك لتشير إلى ملف اللعبة ثم شغلها عبر قائمة System>boot ISO.

يمكنك أيضًا أن تشبك يد بلاي ستيشن بالماك وسيتعرف عليها المحاكي وقد تحتاج إلى إعدادها عبر قائمة Config للتأكد من صحة الإعدادات.

كان أداء المحاكي في أغلب الألعاب ممتازًا بالنظر إلى عمر جهازي القديم نسبيًا والذي يتجاوز السبع سنوات، وقد تمكنت من تشغيل مجموعة كبيرة من الألعاب ورفع جودتها إلى دقة 4K ! إلا أن كرت الرسوميات القديم في جهازي لم يتمكن من تشغيل لعبة NBA Street Vol. 2 بالقوة اللازمة واضطررت إلى تحويل المحاكاة إلى Software لكي أحصل على أداء ممتاز لكن بدون الأستفادة من رفع الدقة.

حين جربت المحاكي على جهاز ويندوز جديد نسبيًا كان الأداء أفضل بكثير نظرُا للمعالج وكرت الرسوم الذي أتاح لي رفع الدقة وتشغيل اللعبة على سرعة 60 إطار/الثانية بدون مشاكل.

أحد المشاكل التي واجهتها هي أن المحاكي لما يتعرف على يد تحكم Dualshock 4 حين ربطتها عن طريق البلوتوث واحتجت إلى كابل micro USB مباشر لكي يتعرف عليه المحاكي، وللعلم جربته مع يد تحكم اكس بوكس بشكل لاسلكي وكانت تعمل بدون أي مشاكل.

للعلم يوجد محاكٍ خاص بأجهزة M1 ويبدو أنه أفضل من PCSX2 بكثير، وهو AetherSX2 ولكنه مايزال في نسخ ألفا التجريبية، ومع ذلك فهو يقدم تجربة أفضل بكثير من PCSX2 ولكنه يعمل فقط على أجهزة M1.

بعد الانتهاء من التجارب والاستمتاع بنفحة النوستالجيا مع محاكي البلاي ستيشن 2، فكرت في جهاز دريم كاست وذكريات شينمو وباور ستون، وهذا ما قادني إلى البحث عن محاكيات له، وهو حديث لتدوينة قادمة…

ثقافة الكنسلة (أو الإقصاء)

“أُسكِتَ صوتي ، أخذه الآخرون، واستخدموه في قول شيء مختلف”

تصف هذه الجملة واقعًا يحدث كل يوم في الإنترنت، وقد استعرتها من “نوة برادلي” الذي كتب تدوينة طويلة عن الإقصاء، وهي ظاهرة جديدة انتشرت وتعززت بفضل شبكات التواصل الاجتماعي، وهي أن يتم الدعوة إلى مقاطعة ومحاربة شخص ما بسبب موقف، فعل، ورغم أن النوايا “قد” تكون حسنة لكنها لا تحكي “كل” الحكاية.

حكى برادلي في تدوينته المطولة عن قيامه بكتابة اعتذار ونشره ضمن دائرة مقربة من الناس. اعترف برادلي في اعتذاره عن أفعاله “أيام الشباب” خصوصًا علاقاته الكثيرة بالنساء، وحاول في اعتذاره – المقتضب على حد قوله – أن يظهر ندمه على أفعاله السابقة.

ولأن كل شيء في الإنترنت يؤخذ خارج السياق، فقد تم أخذ تصريح برادلي وتحريفه ليتحول من اعتذار إلى تهم اغتصاب. انهال سيل من التغريدات والهجمات والدعوات بالإقصاء على برادلي، وحتى لو حلف أغلظ الأيمان بأنه لم يغتصب أحدًا، فإن هذا الكلام سيؤخذ على أنه تبرير وسوف يستمر الهجوم، لذلك آثر برادلي الصمت وعدم الرد.

“أُسكِتَ صوتي ، أخذه الأخرون، واستخدموه في قول شيء مختلف” 

وصلت قصة برادلي لبعض المدونات المشهورة، وتم تحوير الاعتذار لقصة أخرى، كما بدأ البعض في تفسير بعض أفعال برادلي مثل وضعه قوانين القوة الثمانية والأربعون (والمأخوذة من كتاب بنفس العنوان) خلفيةً لسطح المكتب، كدليل على شخصية مريضة متحكمة ودليل على أنه مغتصب.

بدأت الحياة بالانهيار، فقد تم طرد برادلي من وظيفته، وقاطعت الشركات التي يتعاون معها صلتها به، وبين يوم وليلة، تخلى عنه الكثير من أصدقائه، وأثرت على حياته الزوجية ، وتوقف عن الرسم لفترة طويلة.

لنعد للاعتذار قليلًا…

يقول برادلي أن سلوكه تغير في الفترة ما بين أفعاله الطائشة “أيام الشباب” وكتابة الاعتذار. وجاء هذا التغير على شكل محاولة لتصحيح بعض أخطائه عبر إظهار المزيد من الدعم والتوجيه، مشاركة الفائدة، ولكل شخص طريقته في محاولة التحسين من ذاته. لكن الاتهامات مع إضافة كلمة “مغتصب” دفعت الغضب إلى مقدمة المدفع، وانهالت القذائف.

كي لا أطيل سرد القصة، فقد تمكن برادلي من لملمة حياته، وحاول التعامل مع الموضوع بتفهم، وبالرغم من تأثر دخله وحياته، إلا أن الإقصاء كشف له عن جوانب أخرى، وجعلته يقدر القليل الذي يملكه، ويمكنك قراءة قصة برادلي كاملة على مدونته.

لنتوقف عن سرد قصة برادلي ولننظر إلى ظاهرة الغضب والإقصاء.

أفرزت الشبكات الاجتماعية العديد من المشاكل أبرزها: انهيار السياق والإقصاء، ففي الأولى يتم أخذ كل شيء خارج السياق لأغراض مختلفة، مثل تشويه السمعة، والثانية تتغذى على الأولى بشكل كبير، لأنها تلامس مشاعر الظلم، الغضب، والكره التي نحملها بداخلنا لكل ماهو سيء في هذا العالم.

هنا ينطلق وحش الإقصاء والدعوات المنادية بمحاربة فلان، أو مقاطعة علان، لشيء ارتكبه قبل سنوات (ركز “قبل سنوات”)، وهنا مشكلة الانترنت الأكبر التي دائمًا ما أتحدث عنها مع أصدقائي، وهي أن الانترنت لا تعكس التطور الشخصي الذي يمر به الشخص، كما أنها تسهل على الأشخاص بناء صورة عنك بعد قراءة تغريدات ومشاهدة فيديوهات قديمة، لأننا حين نقرأها لا نبالي بتاريخ النشر حتى ولو كان قبل 20 سنة، أنا أقرأه الآن، إذًا فهو يحدث الآن.

ولأن الشبكات الاجتماعية أصبحت متنفس الغاضبين والناقمين على كل شيء من لون الجدار إلى زقزقة العصافير، فإن الدائرة تبدأ هناك، وستطرح القضية ويلتم الناس حولها، ويبدأ الصراخ، وتنهال الهجمات على الشخص، والكل “يمنشن” أو يشرح القضية لمتابعيه، وسرعان ما يمشي الشخص بين تغريدات وانتقادات مباشرة في مشهد قريب لمشهد سيرسي في جيم أوف ثرونز وهي تمشي عارية في ممرات كينجزلاندنج والناس تكرر بصوت عالٍ: “عار…عار” (الفرق هنا أن سيرسي مذنبة).

أحيانًا أسأل نفسي لو حصل لي هذا الموقف ماذا سأفعل؟

لن ينظر الناس إلى تغيري وتحسن سلوكي، لا يهم، فالانترنت والقطيع لا يأبه بذلك، فكل شخص يحارب، ويغرد وينتقد له أجندة خاصة مدفوعة بمشاكله الشخصية، وهو في وضع الهجوم مغيب لأنه يدافع عن المسكين الذي يرى فيه نفسه التي هزمت في معارك سابقة. ليسوا بشياطين، فنواياهم حسنة، ولكن النوايا الحسنة قد تأتي بآثار رجعية.

هناك مشكلة يجب أن نتنبه لها، وننبه الآخرين لها، وهي أن الانترنت ليست العالم الحقيقي، حسابي في تويتر وفيسبوك لا يدل على نضجي الفكري وتغير شخصيتي، تغريداتي القديمة، كتاباتي السابقة، كل ما أفعله (وتفعله أنت) هو تعبير عن ذاتك “الآن”، ولكن للأسف “الآن” قد يستخدم ضدك بعد سنوات، وهي مشكلة تتكرر وسوف تتكرر إلا أن نبدأ في تكوين بعض الوعي ونعرف كيف نتعامل مع الانترنت وكل ما ينشر فيها بوعي أكبر، وكان الله في العون…


✉️ ظهر هذا الموضوع في عدد سابق من نشرة النشرة. اشترك الآن لتصلك الأعداد بانتظام.